ساتزوجها من الفيس بوك!

ساتزوجها من الفيس بوك!

البحث عن زوجة في مواقع التواصل -وبالاخص الفيس بوك- قد يستنكره الكثيرون سواء كان من الاسرة او من الاقارب والاصدقاء او حتى من الغرباء الذين لا تربطك بهم سابق معرفة غير انهم قد يروا طلبك الذي تبحث فيه عن زوجة في إحدى القروبات وما استنكارهم للأمر بشئ يدعوا إلي الدهشة ، فالإمور التي لم يعتاد عليها الناس عادة ماتجد منهم الاستهزاء والسخرية بل ويتهم من يأتي بها بتهم عُدة ، فلم يسلم منها سيدنا محمد ﷺ -خير الخلق كُلّهمُ- عندما دعاء قومه إلى الإسلام وعباد الله الواحد عزوجل كُذّب -ومثله صلوات ربي عليه وسلامه لا يكِذبُ- ورغم ذلك تم وصفه بأنه شاعر مجنون ولقى ما لقى في سبيل تبيلغ رسالته ودعوة الناس -الذين كانو يعبدون الهة عُدة- الى عبادة الله الواحد الاحد وما استدلالي وضربي المثل بقصة سيدنا محمد ﷺ من باب المقارنة وإلا ليس هناك من نقارنه بـ سيد الخلق كُِلهمُ عليه الصلاة والسلام - ولا يمكن أن نقارن الاسلام بالزواج عن طريق الفيس بوك - ولكن لأن الشئ بالشئ يذكر ومن باب استنكار الناس للاشياء الغير معهودة ودخيلة بالنسبة لهم ، فحتى الذين اسلموا في ما بعد كانوا في بداية الدعوة من الذين استنكروا الاسلام وعبادة الاله الواحد ورفضوه في بداية دعوة سيدنا محمد ﷺ  وهذا شئ طبيعي فكل فكرة تطرح وكل عادة تولد تلاقي في بداياتها هذا الاستنكار والرفض وعدم القبول بل وتحارب ايضًا فما بالك عندما أقول ساتزوجها من الفيس بوك !
نعم ساتزوجها من الفيس بوك طالما أنها هى الزوجة المطلوبة التي اتمناها شاء من شاء وأبى من أبى لانني حر في اختياري لشريكة حياتي .

الناس بطبعهم منظراتية من الدرجة الاولى حتى في الامور التى لا غبار عليها تجدها لا تسلم من تنظيرهم وكلامهم الغير محسوب و انا أن كنت أبحث عن زوجة في مواقع التواصل الاجتماعي -الفيس بوك- لا يعني هذا أنني غير عاقل وراشد وبالغ وواعي ولا أعرف (ماذا يعني الزواج) ولا يعني بأن بي عيب أو أن لا أصل لي او انني وضيع نسب أو أنني كاذب يريد أن يصل الى هدف ما -وليس من ابحث عنها هى كذلك- وليس انا هنا بصدد الحديث عن نفسي ولكن ماقلته كله يدور في خلد من يعلم برغبتي في البحث عن زوجة في الفيس بوك ولكن أنا كل هذا لايعنيني بشئ ولن يثنيني عن التوقف عن البحث عن شريكة احلامي ، ومن يجهلك طبيعي جدا ان يشكك بك وبنواياتك ولكن ماذا لو احسن الظن ومع حسن الظن احتاط حتى لا يكون حسن الظن في محله او في شخص غير أهلا له ، نعم الفيس بوك ليس ماخور ولا موقع سئ السمعة ، به كل اهلنا ومعارفنا ويجتمع فيه كل البشر بكل انواعهم صالحهم وطالحهم شيخهم وعربيدهم غنيهم وفقيرهم كاذبهم وصادقهم ، عاهرتهم وصاحبة الشرف الرفيع وبنت الرجال كريمة الاصل وبنت شبه الرجال وضيعة الاصل.
ان الفيس بوك مثله ومثل الحياة الواقعية ولكن اخطر مافيه أن الاشخاص فيه يخطبئون خلف الشاشات لانعلم نواياهم ولا مدى صدقهم.

أُقدر توجس البعض -مني وعليّ- ولكني أحب أن اطمنهم واقول لهم ما الفيس بوك بنظري إلا وسيلة حديثة ومتطورة يمكن اضافته إلى وسائل البحث عن الزوجة-القديمة المعروفة- ولا يعني أنني لو وجدت زوجة سأحضر المأذون وأشرع فورا بجعلها زوجة لي من غير أن أعرف عنها شئ او عن أسرتها واخلاقها ولكني اولاً  ساتحرى عنها تحري دقيق وأعرف كل صغيرة وكبيرة عنها وعن أسرتها وبعد ذلك أن كان ليس هناك مايمنع أن أتقدم رسميًا لاسرتها لطلب يدها ، ساتقدم لهم وبعدها تتحرى أسرتها عني وعلى حسب النتيجة التي يظهرها التحري يكون الرد اما بالقبول او الرفض وحتى وأن كنت تعرفت عليها عن طريق الفيس بوك ساعمل بالاصول المتعارف عليها.

بعضهم قد يقول أن كنت جادي فلماذا لا تأتي البيوت من أبوابها وتطرق الباب ولكن نسوا هؤلاء أنني أبحث عن من لها الباب يقرعُ ، نعم كثيرين جعلوا في البحث عن زوجة عبر مواقع التواصل حُجة حتى يصلوا الى أهدافهم غير الشريفة ويعبثوا بمشاعر الفتيات وهم في الحقيقة كاذبون ولكني لست واحد منهم وهناك أسباب لبحثي عن شريكة حياتي عبر الفيس بوك  :

- لدي مواصفات معينة اريدها ان تكون متوفرة في شريكة حياتي ولم اجدها متوفرة في المحيط -الضيق- الذي حولي والفيس بوك نطاق اوسع وارحب منه.

ـ ليس لدي اختلاط بالنساء لا في العمل ولا خارج اي طار غير مشروع للاختلاط بهن حتى اختار من بينهن من ارأها زوجة مناسبة لي.

ـ اريد أن أكون واضح وصريح في التفاصيل التي ستكون عليها مراسم الزواج وقد لا يحدث هذا أن كان في الواقع وحتى اذا طرح للعروس ربما ترفض او تقبل به وهنا أكون اختصرت الموضوع وأعلم بمن تقبل وبمن ترضى بمراسم الزواج التي سيكون زواجي عليها.

وأخير أنا ليس متخوف من أنني لا أجدها ولا خَجِلٌ من سخرية بعض الناس من بحثي عن زوجة في الفيس بوك ، ولكن الخوف كلّ الخوف من أن تقول أحدهن بأن المواصفات التي أبحث عنها موجودة بها وعندما أذهب لكي أراها أجد أن لا علاقة بينها و بين مواصفاتي التي ذكرتها وقالت هى أنها فيها -وقد أعتذر أنا- ولكني قد أجرح مشاعرها هى -وأنا والعياذة بالله من كلمة أنا- من الذين يحرصون على مراعاة مشاعر الاخرين وعدم إيذائهم ، وكثير من الناس لا يراعون ذلك وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي ، فحتى أن كانت المواقع غير واقعية فمستخدميها في النهاية بشر -ولم ياتوا من كوكب آخر-  يحسون ويشعرون ، يجرحهم تعليق يسئ لهم وتفرحهم كلمة طيبة تقال عنهم.

أقول قولي هذا وأعلم أن من هو حر الارادة ويتخذ قراراته بنفسه لا يحتاج تبرير لافعاله.

#زول_بشخبط
نزار عثمان هاشم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حادثتنين منفصلتين في اسبوع واحد يبدوا انها ظاهرة -سجن الركاب الى حين السداد- سوف تتفشى بين الكماسره