زواج أسطوري
زواج أسطوري!
كُنت ولا زلت أحلم بأن أتزوج زواج أسطوري ، فـ الأحلام متاحة ومباحة للكل حتى لأولئك العجزة والكسالى والفقراء والمعدمين ، طالما أنها تبقى مجرد أحلام ، ولكن أن تصبح واقعًا معاش وحقيقة تُحس وتُرىٰ، فهذا ليس بمتاح إلا لمن يدفع ثمن حلمه سعيًا وعملًا وإجتهاداً حتى بلوغ مقصده ، ورغم علمي بـ إستحاله تحقيق هذا الحلم حتى ولو في المنام ، ولكنه تحقق !.
فان لم اكن انا هو صاحب الحلم ، وانا هو من تحقق حلمه ، لما كنت قد صدقت ما يحكىٰ.
اما هى زوجتي التي كانت شريكتي في هذا الزواج لا أظن أنها لم تكن تحلم بزواج أسطوري ولكنه ليس كزواجي هذا ، وأظنها كانت تحلم بانتظار فارس احلامها ولأن الحلم بانتظار الفارس الذي يأتي بحصانه الابيض - قد ولى زمانه واصبحنا في زمن الفارس الذي يركب سيارته الفارهة ذات الماركة الشهيرة - أصبح موضة بالية وعادة قديمة أكل الدهر عليها وشرب ، وقد أصبحنا في عصر الحداثة والسرعة ، حيث لا مكان للحصان الابيض ولا للفارس المحارب الذي يحمل سيفه وجود ، نعم لم تقف المعارك ولكن أصبحت هناك معارك أخري لها اسلحتها الخاصة ؛ معارك لا تقتل الناس ولكن تقتل أشياء فيهم!.
فعندما إخترت زوجتي وإختارتني هى وعدتها بزواج أسطوري- لم يحدث من قبل خصوصًا في هذا الزمن - وقد يصبح حديث الناس وشغلهم الشاغل خصوصًا على الشوسيال ميديا.
فعندما جلست مع والديها وعرضت عليهم رغبتي في إقامة زواجي بأن يكون زواج أسطوري -ليقتدى به- رحبا بذلك وخصوصًا أنهم على عِلم بوضعي المادي ، فشرعت في أجراءت إقامة زواجي الاسطوري.
فقد كانت تفصائله كالاتي مبلغ 500جنيه سد مال و10جنيهات مهر ، والشيلة صنف واحد من كل نوع ، فقد قالت لي أم الزوجة أن ابنتي ليس عارية ولايهم حتى أن لم تأتي ولو بقطعة من القماش فـ لدي أبنتي الكثير من الملابس .
وقال لي : والدها أن أبنتي ليس للبيع وإلا لما كان مال الدنيا كله يكفي لشرائها ، إما هى فقد قالت : لايهم أن لم تكن تملك بيت غير موسس سنبداء حياتنا من الصفر كيف لا تقول ذلك ! وقد سبقاها والداها بالحديث الطيب.
فعندما حان زفاف زواجي الاسطوري ، لم تكن هناك حفلة ولا موسيقى حتى ولو صوت بوري ، فقط زغاريد و بنات تغني ويضربن على الدفوف ، وايضاً لم يكن هناك كوشة ولا زفاف فقط لبس الزي السوداني ثوب وجلابية وإكتملت مراسم زواجنا الاسطوري بالذهاب الى عمر العسل.
ففي نظري يجب أن يكون الزواج الاسطوري هكذا بسيطاً غير مكلف ، فعندما يصبح الزواج وسيلة للتباهي يفقد قدسيته وهدفه الإنساني الأسمى ، فشروط الزواج وأركانه معروفة وليس فيها ما يعجز حتى الفقير من الزواج فلا تخلطوا بين أركان وشروط الزواج وبين عادات وتقاليد لم ينزل الله بها من سلطان.
فعندما يصبح الحلال بعيد المنال ، والحرام سهلا ، والكثير من المنازل لازالت ملئية بالاناث اللاتي تخطين سن الزواج ولم يتزوجن بعد !
فـ أعلموا أن هذا ما هو إلا نتيجة لتعسير الزواج.
فهل هناك أسرة او أنثى تحلم بزواج أسطوري كزواجي هذا، لأتزوجها؟ بالتأكيد الأجابة ستكون لا لاتوجد!.
#زول_بشخبط
نزار عثمان هاشم
تعليقات
إرسال تعليق