ماذا وجدنا نحن السودانيين من دفاعنا عن القضية الفلسطينة!.

ماذا وجدنا نحن السودانيين من دفاعنا عن القضية الفلسطينة!.


سؤال يطرحه بعض من زملائي السودانيين عقب صدور قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس.

ماذا وجدنا من دفاعنا عن القضية الفلسطينة عبر السنين غير الحصار من امريكا -لان اسرائيل هى الابنة المدللة لامريكا- ونكران الجميل من اخوتنا العرب -لذ دعونا من كلمة اخوتنا العرب هذه والنضع بدلاً عنها اخوتنا المسلمين لأن بعض العرب لا يعترفون بعروبة السودان ولا نريد منهم اعتراف بعروبه يكفينا ديننا الاسلام وافريقيتنا التي نعتز بها-.


لا أرى ان هؤلاء الزملاء مخطئون ولا عن فراغ طرحوا هذا التسأول ، فالسودان ظل يدفع الثمن غاليًا -بعقابه بوسائل شتى- نسبة لرايه الصريح والواضح اتجاه القضية الفلسطينية حكومة وشعب .


فلقد باع العرب القضية وعلى راسهم دولة يشاع بانها سوف تطبع مع اسرائيل ، وتلك الخطوة التى اعلنها الرئيس الامريكي بنقل السفارة الامريكية الى القدس اعترافا منها -أي امريكا-بجعل القدس عاصمة اسرائيلية بدلاً عن تل ابيب والجدير بالذكر بأن هذه الخطوة قد تمت بمباركة من بعض الدول العربية.


لذلك اقول لزملائي هؤلاء الذين يتسألون قائلين: -ماذا وجدنا عن دفاعنا عن القضية الفلسطينية- بأن دفاع السودان حكومة وشعب عن القضية الفلسطينية ليس ليشيد العرب ولا الفلسطينين انفسهم بموقفه هذا ، ولا لكي يحفظون جميلاً او ينكروه ، ولكن دفاعهم عنها بعيدا عن من يسكنها فلسطينيا كان او اي احد اخر من اي جنسية اخرى مسلمة ، فدفاع السودان عن القضية الفلسطينية هو دفاع دولة مسلمة عن مقدسات اسلامية في دولة مسلمة وعن اخوة لنا في الاسلام ، هذا واجبنا اتجاه مقدساتنا الاسلامية كمسلمين وليس كعرب ، ولا ننتظر جزاء ولا شكورا من احد على قيامنا به .


فرغم هذا الموقف الضعيف لنا كشعب سوداني بصفة خاصة وشعوب اسلامية بصفة عامة اتجاه القضية الفلسطينية - بالتظاهر والتنديد والشجب - ولكن يظل هذا الموقف رغم ضعفه جل ما نملكه كشعوب مسلمة اتجاه اخوتنا المسلمين في فلسطين والمسجد الاقصى المبارك.

اما حكامنا الذين قدموا المذيد من التنازلات مقابل بقائهم على كرسي الحكم -الذي لا يتنازلوا عن ابدا إلا عندما يتنازل هو عنهم   

بموتهم موت طبيعي او بقتلهم بايادي شعوبهم ـ واخر هذه التنازلات بجعل القدس عاصمة اسرائيلية ، ولكن لن تكون اخر التنازلات كما انها ليس اولها.

فمهما قدموا من تنازلات فلن يرضوا عنهم حتى وان تنازلوا عن القدس لتصبح عاصمة لأسرائيل، فلقد اخبرنا الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة البقرة الاية (120) {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَاالنَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَمِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِير} .

فلن يبقى ٳلا اتباعهم لملة - اليهود والنصارى ـ حتى ينالوا الرضاء التام منهم وما هذا ببعيد وهو المتوقع والات.

رضأ من رضأ وغضب من غضب سنظل في السودان لا نرضى بالمساس بمقدساتنا الاسلامية كمسلمين وليس كعرب ، فانكان هناك عزة لامتنا المسلمة هذه فعزتها بالاسلام وليس بدونه وان كان هناك اتحاد وتكاتف وتعاضد ووحدة فليس بدون بالاسلام .


ان توحدنا وانتصارنا لن يكون إلا تحت راية الاسلام وليس -راية العروبة -وإثباتً لقولي هذا مواقف الرئيس التركي المسلم رجب طيب اردغان- وكما هو معلوم للكل تركيا غير عربية ولكنها ذات اغلبية مسلمة - المشرفة الذي دائما ما يثبت لنا انه الزعيم المسلم الوحيد الذي يدافع عن الاسلام ومقدساته بينما كان الاولى بان تقوم بهذه الدور ث دولة عربية مسلمة ولكن كما قلت سابقا : ان انتظارنا توحيد المسلمين تحت راية العروبة كانتظارنا ان تدرك الشمس القمر اما توحيدها تحت راية الاسلام فلن يستغرق هذا اكثر من الزمن الذي يستغرقه المسلمين للاصفاف عند اقامة الصلاة.


فأن كان للعرب راية توحدهم لتوحدت دولهم على امر اخر غير حصار ومقاطعة دولة مسلمة تعد الاكثر مناصرة للقضية الفلسطينية وماقولي الدولة المسلمة اتى من فراغ ، فمجهوداتها وادورها اتجاه قضايا الدول المسلمة الشقيقة لا ينكرها إلا من يتعمد ذلك.


فسواء اعترف العرب بمواقفنا معهم في كل القضايا التى تهم الاسلام والمسلمين او التي تمس مقدساته او لم يعترفوا ، فلن يجعلنا هذا نتوقف عن دفاعنا عنها حتى وإن كان بالتظاهر والشجب والتنديد -مثل مواقف الامم المتحدة وجامعه الدول العربية المخجلة التى اعتدنا عليها رغم أنهم بإمكانهم أن يفعلوا أكثر و بمقدورهم ذلك ولكن ....! - ولكن ليس بيدنا غيره ، ومواقفنا هذه لاتأتي لكوننا عرب ولا لكي يصفق لنا احد ولكنها تنبع من كوننا بأننا مسلمين نقوم بواجبنا اتجاه ديننا وإسلامنا . ستظل القدس مدينة فسطينية مسلمة حتى وإن قالوا غير ذلك ويظل زملائي الذين طرحوا هذا السؤال ، يذودون عن الأمة الاسلامية ومقدساتها، بأفعالهم وأقوالهم ومواقفهم ، حتى إن وجدوا من الذين يدافعون عنهم غير الذي يحبون ان يجدوا! .


#زول_بشخبط

نزار عثمان هاشم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Do not