سعودة الٳسلام
سعودة الإسلام
ذات مرة نشرت منشور في (قروب) به أعضاء مسلمين وغير مسلمين ، منهم من لا يدين بما جاء من الرسالات السماوية بل ومنهم من لا يؤمن بالله (ملحد) -والعياذ بالله نسأل الله لهم الهداية جميعًا- كان منشوري عن الاختلاط بين الذكور والإناث وانتشاره في الآونة الأخيرة في المجتمعات المسلمة بصورة كبيرة سوء كان اختلاط اجباري - كإنشاء الجامعات والمرافق العامة المواصلات المختلطة- أو سواء كان اختلاط خياري أي غير اجباري.
فقد ذكرت في منشوري الذي تحدثت عنه ان الاختلاط سبباً من اسباب عدم رغبة الكثيرين في الزواج ، وليس احتياج الرجل للمرأة احتياجاً جنسي فقط بل روحي ونفسي وعاطفي ، فكل من يقرأ ما قلته يظن بأن ما اقصده ان كل رجل يختلط بإمرأة ينظر لها نظرة شهوة ، بل حتى الغير مسلمين ينظرون للمسلم الذي يستنكر الاختلاط على انه ينظر للاختلاط بين الرجل والمرأة نظرة شهوة، وبعض المسلمين من يدعون التحضر والرقي - وأعوذ بالله من تحضر ورُقيٍّ كهذا - ينظرون لإخوانهم المسلمين الذين هم ضد الاختلاط بأنهم متشددين وغير منفتحين.
لكن ما لفت انتباهي هو استشهاد الكثيرين - خصوصا الملاحدة - بالتجربة السعودية بمنع الاختلاط وتطبيقها للشريعة الاسلامية ، نعم إن السعودية بلد مسلم وليس ككل البلاد بها مقدسات المسلمين وهى مهبط الوحي وأرض الرسالات وبها بيت الله وبلد مبارك بارك الله فيه ومن حوله ، ولكن لا يعني هذا بأن سكانها ملائكة لا يذنبون ولا يخطئون انهم بشر يذنبون ويخطئون ويستغفرون ويغفر الله لهم ان شاء ، مثلهم ومثل عامة المسلمين ، لا يرتفعون درجة على أخوتهم المسلمين في كافة انحاء المعمورة فقط لأنهم سعوديين وليس لشرف الانتماء إلى أرض بعث بها خير الخلق كُلهِمُ سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم ـ لأن الأفضلية في الاسلام بين شخص واخر هي معروفة للكل بالأفضلية بالتقوى وليس بان تكون سعودي.
إن السعودية وإن كانت كأرض تعتبر لكافة المسلمين قبلة وأرض مقدسة ، ولكن يبقي إنسانها بشراً عادي يخطئ ويصيب وليس ملاك ، وإن أخطأ شخص سعودي هذا الخطأ محسوب على نفسه وليس على الاسلام ، لأن الاسلام حدد الحدود ، حرم الحرام ، وحلل الحلال ، فمن يلتزم الحدود ويفعل الحلال يحسب فعله الى الاسلام سواء كان هذا الشخص سعودي او غيره من الجنسيات المسلمة ، ومن لا يلتزم بالحدود ويفعل الحرام يحسب هذا الفعل عليه وليس على الاسلام سواء كان هذا الشخص سعودي او غيره من الجنسيات المسلمة.
فيا أيها الناس لا تسعودوا الاسلام ، ولكن اسلموا السعودية ، لكي لا تشوهوا الاسلام بأفعال شخصية وتحسب على ٳنها أسلامية.
نزار عثمان هاشم
#زول_بشخبط
تعليقات
إرسال تعليق